ميسان لأعمال الترميم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صيانة الأبنية الأثرية والتراثية وزخارفها

اذهب الى الأسفل

صيانة الأبنية الأثرية والتراثية وزخارفها Empty صيانة الأبنية الأثرية والتراثية وزخارفها

مُساهمة  المهندس نعمان الثلاثاء يناير 13, 2009 8:33 pm

صيانة الأبنية الأثرية والتراثية وزخارفها:‏

هناك الكثير من الأبنية التي تطلّب حمايتها وصيانتها ولكن ثارت في وجه القائمين عدّة مشاكل تم حلّها بالتعاون مع الأجهزة الصيانية المتوفرة بالبلاد على الرغم من التشكيك بقدرة الأجهزة المحلية الصيانية على حل المشاكل المعقدة التي برزت أثناء العمل، في بعض الأحيان يتطلب الأمر صيانة الزخارف التي تزيّن الجدران والسقوف والأبواب والنوافذ أو الفسيفساء أو الرخام أو الرسوم الجدارية (الفريسك) أو القاشاني أو الخشب أو الجص أو الزجاج الملون والمعشق وغيره، ولكل منها اختصاصيون في الصيانة، ومواد خاصة لصيانتها، إن صيانة هذه المواد تحتاج إلى تروِى ودراسة والتعرّف على خاصية كل مادة لوحدها ذلك حتى لا يتعرّض من يتصدى للصيانة والترميم إلى صعوبات إثناء قيامه بالعمل، ومن تلك الصعوبات استكمال النواقص في البناء التاريخي أو البناء الأثري، خاصة فيما يتعلق بالزخارف والنقوش وإكمالات البناء سواء كان مبنياً من الحجارة أو من القرميد التي تعود إلى عصور مختلفة فعند التصدي لصيانة هذه المباني وإكمال النواقص لابدّ من الدراسة الشاملة والمقارنة بالمباني المعاصرة في العالم الإسلامي في فترته التاريخية حتى يأتي العمل قريباً من الكمال، حتى إذا لم يكن هناك وضوح في الرؤيا لدى الصائن أو المرمم عند إكمال العناصر الناقصة فالأجدى من وجهة النظر العلمية عدم المخاطرة وتصوّر أو ابتداع متممات خيالية فالأفضل إبقاؤه دون إتمام أو إتمامه دون زخارف أو كتابات تجنباً للوقوع في خطأ يرتد على تاريخ المبنى وعلى عمارته وبالتالي يحدث تضليل المؤرخين والأثريين والمعماريين فيما يتعلق بتاريخه، أما إذا كان الأصل أو جزء منه موجوداً عند ذلك يسهل الأمر وتستكمل النواقص وفقاً للأصول الموجودة، ومن أمثلة ذلك تجديد سقف المدرسة الجقمقية بدمشق(38)، التي دُمرت بقنبلة إبّان الحرب العالمية الثانية ولم يبق من السقف سوى جسر خشبي واحد عليه دهان زخرفي منفذ بالألوان وقطعة من الألواح الخشبية التي تعلو الجسر، وجدير بالذكر أن هذه المدرسة تعود إلى الفترة المملوكية (القرن الخامس عشر الميلادي) وهناك مثال آخر على تجديد السقوف هو تجديد سقف قاعة العرش بقلعة حلب والطريقة التي جُدد بها (39)، لقد كان السقف مندثراً تماماً حيث لم يبق منه أي جزء يمكن أن يساعد على تصور تقنية ورسوم السقف، واختلف المرممون والذين يتصدون للصيانة من أهل الاختصاص من معماريين وأثريين ومؤرخي فن وغيرهم، في أصل السقف وشكله وما يتصل به وتساءلوا فيما إذا كان على شكل قباب أو على شكل مستوىِ ويقوم على عقود أو قبوات. وبعد استشارة الخبراء ومناقشة الموضوع معهم على الطبيعة جرى تجديده على نمط السقوف العثمانية المكونة من جسور وألواح خشبية مزينة بالنقوش والرسوم المنفذة بالدهان واستخدمت سقوف عدة جرى انتزاعها من البيوت الدمشقية، لقد كان الحل في الواقع مغامرة لجأ إليها المرممون عند عدم وجود أصل يمكن البناء عليه وإتباعه في الترميم.‏

هناك مثال ثالث لعمليات الصيانة والترميم مشابهة حدثت في قصر العظم بدمشق وهو يعود إلى العصر العثماني من القرن الثامن عشر الميلادي فقد وجدت بعض الغرف دون سقوف فقام المرممون بنقل سقوف معاصرة لسقوف القصر من بيوت دمشقية ووضعها مكان السقوف المفقودة في القصر. اتبعت في ترميم قصر العظم بحماه المشابه والمعاصر لقصر العظم بدمشق ولكنه أصغر حجماً نفس الطرق التي اُتبعت بقصر العظم بدمشق.‏
المهندس نعمان
المهندس نعمان
Admin

المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الموقع : http://vb.nuba.ps/

https://mysan.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى