ميسان لأعمال الترميم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صيانة وترميم المدن التاريخية والارتقاء بها (المراكز التاريخية)

اذهب الى الأسفل

صيانة وترميم المدن التاريخية والارتقاء بها (المراكز التاريخية) Empty صيانة وترميم المدن التاريخية والارتقاء بها (المراكز التاريخية)

مُساهمة  المهندس نعمان الثلاثاء يناير 13, 2009 8:47 pm

صيانة وترميم المدن التاريخية والارتقاء بها (المراكز التاريخية):‏

في العالم العربي وضعت خطط ومشاريع حديثة للاهتمام بالمدن التاريخية مثل:‏

مدن دمشق وحلب وفاس والقاهرة والقدس وبغداد وصنعاء وغيرها ، ولاشك أن المخططات والدراسات واجهت معارضة شرسة تُعبر عن الصراع بين دعاة المحافظة على القديم ودعاة التخلص منه وبسبب ذلك الصراع فقدت المدن كثيراً من مبانيها التاريخية ونسيجها العمراني.‏

وللارتقاء بتلك المدن التاريخية وصيانتها وحفظها يمكن اقتراح الإجراءات التالية:‏

1 ) وضع الخطط لإحياء المدن التاريخية بتفعيل البنى التحتية فيها كتمديدات الماء والكهرباء والهاتف وإصلاح الطرق والأزقة.‏

2 ) من الضروري أن تقوم الدراسة الصيانية في المدن التاريخية في إطار مشترك بين لفيف من الخبراء والاختصاصيين في العمارة والعمران والتاريخ والآثار والكتابات والاجتماع والإحصاء والاقتصاد لأن مثل هذه التخصصات ضرورية للإحاطة بالمشكلات الأساسية للمدينة التاريخية والهدف من تلك الدراسات المساعدة على إبقاء المدينة حيّة بسكانها وفاعلياتها دون المساس بالقيم الحضارية والفنية فيها.‏

3 ) عدم ترك المدن التاريخية أو المراكز التاريخية منها للإهمال والهجر وعبث العابثين بها أو محاولة تحويلها إلى متحف وبذلك تتعطل الحياة التي نحرص على بقائها وعليه من الضروري تفعيل وظيفتها وإعطاؤها الدور الذي يتناسب مع وضعها كجزء من المدينة الحديثة لبعث الحياة فيها فالنشاط التجاري والمهني والتعليمي والسكني من ضرورات حياة المركز التاريخي.‏

4 ) توثيق المركز التاريخي على أن يشمل التخطيط والعمارة والتصاميم ومواد البناء كالطوب أو الحجارة والأخشاب والحديد والزجاج وغيرها كما يشمل التوثيق الصور والمخططات ومكوناتها والرسوم والكتابات وغيرها.‏

5 ) من خلال الدراسات يجري التعرّف على المشاكل التي تعاني منها المدينة القديمة مثل: الرطوبة، التآكل الذي يصيب العناصر الفنية والمعمارية ومحاولة صيانتها ومدى الحاجة إلى صيانتها.‏

6 ) محاولة استخدام البيوت غير المشغولة في وظائف مناسبة كالوظائف الثقافية والاجتماعية كأن تستخدم بعض الأبنية كنواد ثقافية للأطفال ونواد للفنانين ومكاناً للممارسات الفنية وغيرها من الأعمال المناسبة.‏

7 ) وضع ضوابط للبناء والحفظ والصيانة والترميم في المدينة القديمة، ووضع ضوابط للمرور ومراقبة أعداد السكان إذ لا يجوز أن يطلق الأمر على علاته ويسمح للسيارات الكبيرة والصغيرة المرور في الحي القديم، كما لا يجوز السماح بتدفق السكان بأعداد كبيرة من الريف للسكن في البيوت الأثرية وقد يسبب ذلك تقسيم البيوت الأثرية وتخريبها.‏

8 ) ضرورة استمرار عمليات الحماية والصيانة والترميم في المدينة القديمة أو في المركز التاريخي لأن ذلك يبقي الأبنية الأثرية في حالة مناسبة للاستخدام والزيارة، والحماية والصيانة مطلوبة قبل الترميم وبعده وتتلخص في حماية المبنى من الأخطار المحدقة به سواء كانت دائمة أو طارئة، ولابدّ من اشتراك الفعاليات كافة في تلك العملية إضافة إلى الجهات الرسمية التي تسهر على صيانة وحماية المباني التاريخية والنسيج العمراني مثل: دوائر الآثار ودوائر الأوقاف (على اعتبار أن كثيراً من الأبنية التاريخية كالمساجد والزوايا والتكايا والأسواق...الخ، مملوكة للأوقاف) والجامعة وغيرها من الفعاليات القادرة على العطاء في هذا المجال مثل الفعاليات الشعبية مثل المخاتير وشيوخ الحارات ووجهائها والمتنفذين فيها وإشعار هؤلاء أن هذا التراث منهم وإليهم ومن الضروري الحفاظ عليه وصيانته فهو هوية الشعب وعزّته وفخاره، يورث ذلك الآباء للأبناء.‏

باختصار إننا نريد الحفاظ على مدننا التاريخية لتظل بأصالتها وتطورها العمراني المعماري والفني فهي المرآة التي نرى أنفسنا فيها، دون الإخلال بالتوازن الديموغرافي والاقتصادي فنحن بحاجة إلى مدينة تنبض بالحياة والحركة الفاعلة، باسمة تثير الإعجاب دون ندوب وتخرشات تؤذي مبانيها وساحاتها تؤدي وظائفها على أكمل وجه دونما زحام بالسكان والسيارات والحركة الاقتصادية وغيرها.‏

فإذا ما تيسر ذلك وهو أمر ليس سهلاً، نكون قد أخرنا موت المدينة التاريخية لسنوات طويلة أو نجحنا في الحفاظ عليها وفسحنا المجال لأنفسنا ولأبنائنا التمتع بالتراث الحضاري والعمراني والمعماري الذي أصبح اليوم في مدننا العربية الإسلامية قليلاً ومهدداً بالخطر، فالقاهرة الإسلامية ذهبت إلا من بعض المباني، والقدس في طريقها للذهاب أو تكاد نتيجة للسياسة التهويدية التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية وغياب الصيانة، وجل المدن العربية الإسلامية ليست أحسن حالاً من بعضها البعض، فدمشق وحلب وبغداد وصنعاء وغيرها، رغم وجود مؤسسات خاصة لصيانتها، إلا أنها تتراجع يوماً بعد آخر أمام زحف البناء الإسمنتي الحديث وجشع تجار البناء وطمع أصحاب الأراضي والعقارات وترهل الأجهزة القائمة على صيانة وحفظ المدن.‏

والآن سنتحدث عن مدينة القدس كمثال على المدن التي تجري فيها الصيانة في الوطن العربي.
المهندس نعمان
المهندس نعمان
Admin

المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الموقع : http://vb.nuba.ps/

https://mysan.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صيانة وترميم المدن التاريخية والارتقاء بها (المراكز التاريخية) Empty مدينة القدس القديمة

مُساهمة  المهندس نعمان الثلاثاء يناير 13, 2009 8:55 pm

مدينة القدس القديمة:‏

اغتصبت السلطات الإسرائيليةمدينة القدس عام 1967 ومنذ ذلك الوقت أخذت تهوّد القدس، فقد هَدمت حارة المغاربةلفتح الطريق إلى ساحة البراق الشريف (المبكى كما يسميه اليهود) ومنعت الصيانةوالترميم لأبنية القدس لتبقى في وضع مهترئ ثم تهدمها السلطات الإسرائيلية بحجة أنهاآيلة للسقوط وقد حاولت دائرة الأوقاف الإسلامية القيام بترميم بعض الأبنية الأثريةلكن إسرائيل لم تكن تنظر إلى ذلك بعين الرضا، وقد عمدت تلك السلطات بدفع أحدالمأجورين الأجانب إلى حريق المسجد الأقصى وقد تأثر المسلمون كثيراً لذلك الحدثالعنصري فتأسست هيئة لترميم وصيانة المسجد الأقصى وأنجز في وقت قياسي وقامت منظمةالمؤتمر الإسلامي التي تأسست من أجل القدس وحمايتها وقدمت تبرعاً سخياً لصيانةالمباني الأثرية ومن أجل مدارس القدس ومساعدة بعض العائلات الفقيرة ثم جاءت جامعةالدول العربية فأقامت "مركز توثيق وصيانة وترميم القدس الشريف" وذلك باقتراح منمجلس وزراء الإسكان العرب ولكن سرعان ما تم نقله إلى المنظمة العربية للتربيةوالثقافة والعلوم لقد قام المركز قبل نقله إلى المنظمة بتقديم الدعم لترميم بعضالمباني المختارة في القدس .‏

سجلت اليونيسكو مدينة القدسالشريف في سجل المدن المهددة بالخطر، ومنحتها بعض المساعدات ولا تزال القدس ترزختحت نير الاحتلال، والاحتلال مستمر في تغيير معالم القدس الإسلامية وتهويدها. وتتفاقم مشكلة صيانة مباني القدس يوماً بعد يوم وتنتشر الأمراض في الحجارة وتتآكلعناصرها المعمارية والفنية وتتخلخل المباني ومن ثم تسقط، وعلى هذا فهي سائرة نحوالهدم والاندثار ولابدّ من وقفة جادة لإنقاذ هذه المدينة مما ابتليت به.
المهندس نعمان
المهندس نعمان
Admin

المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الموقع : http://vb.nuba.ps/

https://mysan.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى